مرافقة مجتمعية وطواقم حماية

يؤثر حصول اعتداء جنسي في مجتمع ما على المجتمع بأكمله ويزعزع الشعور بالأمان والانتماء; عندما يكون المعتدي جزءًا من المجتمع نفسه قد يؤدي الأمر إلى انقسام وتصدعات بين أعضائه.

تقدم مراكز المساعدة مرافقة مجتمعية في حالات حدوث اعتداء جنسي تركز على تقديم الاستجابة الأفضل للضحايا، إلى جانب تقديم الدعم العملي والعاطفي لأعضاء المجتمع.

في ظل اتساع نطاق ظاهرة الاعتداء الجنسي، وكون ما يقارب 90% من الاعتداءات ترتكَب من قبل شخص تعرفه الضحية (بيانات عامة عن الاعتداء الجنسي)، بإمكان المجتمعات اتخاذ خطوات وإجراءات فعالة لمكافحة الظاهرة ومواجهتها، مثل تأسيس طواقم وفرق وقاية وحماية تهدف لمنع حدوث الاعتداءات الجنسية ورفع التوعية، تكون عنواناً للإبلاغ عن حالات الاعتداء، وتكون أذنًا صاغية ومصدر نصائح أولية لأفراد المجتمع. بإمكان المجتمعات أيضًا المشاركة في دورات تدريبية تساعد على مواجهة الاعتداءات الجنسية بشكل يلائم المجتمع الذي تعمل فيه الطواقم والفرق. المزيد والمزيد من المجتمعات مثل الموشافيم والكيبوتسات والمؤسسات التعليمية والحركات غير الرسمية تختار بناء فرق وطواقم حماية اليوم.

 

كيف نواجه الانكشاف على اعتداء جنسي في المجتمع؟

تقدم مراكز المساعدة مرافقة ومساعدة مجتمعية في حالات حدوث اعتداء تنطوي على فحص الاحتياجات المجتمعية، بالتركيز على احتياجات الضحية. تفحص مرافقة ومساعدة مراكز المساعدة أيضًا الاحتياجات العلاجية والشخصية التي تحتاجها الضحية، الطريقة التي ستساعدها على استعادة الشعور بالسيطرة والأمان في الحيز المجتمعي، المعلومات التي ستمرَّر إلى أعضاء المجتمع، ما إذا كانت هناك حاجة باستعادة تنظم المجتمع، ما إذا كانت هناك عقوبات قد يرغب المجتمع بفرضها على المعتدي، أو أي أسئلة أو مخاوف قد يواجهها المجتمع وكيف يمكن أن نستجيب عليها. بإمكاننا أيضًا، وبحسب الرغبة والحاجة، تقديم لقاءات جماعية تتيح حوارًا إيجابيًا ومناسبًا عن المشاعر التي أثارها الاعتداء وعن مكانه في المجتمع.

في المجتمعات التي تعمل فيها طواقم حماية، ستبدأ مرافقتنا ومساعدتها بتوضيح وتحديد الصلاحيات التي منحها المجتمع للطاقم. إن كان طاقم الحماية مخولًا لتلقي التوجهات وسبق أن مر أعضاؤه بتدريب مناسب، من المهم التصرف بحساسية وسرّية ووفقًا لما يرغب به المتوجّه\ة. من الممكن، ومن الموصَى به، التوجه لمراكز المساعدة مرة أخرى لتلقي الدعم والبتّ بالتوجه المحدد.

إن لم يكن الطاقم مخولًا ومفوضًا لتلقي التوجهات بشأن التعرض لاعتداء جنسي، على أعضائه التجاوب مع المتوجه\ة بحساسية تامة والاقتراح عليه\ا التوجه لمراكز المساعدة لتلقي الدعم والاستفسار عن الإمكانيات والخيارات المتاحة له\ا. يجدر الذكر بأن من المهم الاستجابة بشكل متعاطف ومتماهٍ، الامتناع عن التفوّه بأي شيء قد يفسَّر على أنه يحكم على المتوجه\ة أو يذنّبه\ا، الحفاظ على السرية والحرص على منحه\ا السيطرة على الموقف وحرية اتخاذ قرارات التصرف بنفسه\ا.

أهمية التعامل مع الحماية في المجتمع

كما ذكرنا سابقًا، فإن لحصول اعتداء جنسي في المجتمع تأثير على دوائر واسعة فيه، ولذلك فإن الحماية ومواجهة الظاهرة هي من مسؤولية المجتمع بأكمله. قد يكون من الصعب تصور ذلك أحيانًا، لكن اتساع نطاق ظاهرة الاعتداء الجنسي من قبل شخص مألوف يجعل من احتمال حدوثها حقيقيا في كل مكان وفي أي وقت تقريبا. التصرف واتخاذ الخطوات النشطة لتعزيز الحماية يعكس عالم قيم ومسؤولية المجتمع تجاه أفراده، ومن شأنها أن تقلل من احتمال حدوث اعتداء جنسي في المجتمع، أو أن تخفف من عواقبه الهدّامة عند حدوثه. في حال حدوث اعتداء، بإمكان الحماية والوقاية المهنية أن تضمن معالجة مناسبة قد تكون كفيلة بتحسين حالة المعتَدى عليهم\ن وكذلك تخفيف الصدمة التي قد تشعر بها الدوائر الأخرى في المجتمع. إجراءات كهذه، مثل تأسيس طاقم حماية، تقوّي شعور أفراد المجتمع بالأمان والانتماء. بإمكان فريق الحماية (أو أي مجموعة عمل أخرى) المبادرة لأنشطة وقاية وتوعية، مساعدة من تعرضوا لاعتداء الجنسي والمحيطين بهم لملاحظة حدوث اعتداء أو إصابة جنسية والإبلاغ عنها، تجنب الأضرار الناجمة عن سوء التعامل مع الإبلاغ، والتصرف بسرية وحساسية وإيجاد حلول “إبداعية” تناسب المجتمع. على طاقم العمل لذلك أن يخضع لتدريب يحصل فيه على الأدوات المناسبة لمواجهة حساسة وفعالة للوضع.

كيف نمنع حصول اعتداء أو إصابة جنسية في المجتمع؟

يبدأ المنع في تنفيذ خطوات فعالة، مثل إقامة طاقم حماية يحصل على تفويض من المجتمع. الخط الموجِّه في إجراءات الوقاية والمنع هي إقامة حوار متواصل ومنفتح عن الموضوع يخلق معايير تصرف إيجابي ويكون خطوة مقاومة للإسكات والإخفاء والخجل الذي يتيح حدوث الاعتداءات. تظهر تجاربنا وأبحاثنا الميدانية عن أن على الوقاية الناجعة أن تشمل تعزيز جنسانية سليمة لأن الخجل وانعدام تواجد لغة تستخدَم لإدارة الحوار عن الجنسانية والجنس تتيح حدوث الاعتداءات الجنسية وتصعب على ضحاياها الكشف عنها ووضع حد لحدوثها.
تدقم مراكز المساعدة لطواقم الوقاية تدريبات خاصة حتى تتمكن من اتخاذ خطوات الوقاية بنفسها، بالإضافة إلى تدريبات للطواقم وأفراد المجتمع تلائم طابع المجتمع واحتياجاته.

كيف نقيم طاقم حماية ووقاية في المجتمع؟

يمكنم البدء ببلورة مجموعة من أفراد المجتمع ممن يدركون أهمية العمل النشط والموجَّه للوقاية والحماية من الاعتداءات الجنسية ومواجهتها. بعد إقامة الطاقم عليكم تحديد صلاحياته والحصول على موافقة المجتمع عليها. يجب اتخاذ القرار، بمشاركة المجتمع، فيما إذا يعنى الطاقم بمنع الاعتداءات ورفع الوعي والتوجيه لعوامل المساعدة المختصَّة فقط، أم يُعنى كذلك بتقلي الشكاوى، تقديم الاستشارة، التحقق والمعالجة – فيما يشبه دور المختصات عن منع الاعتداءات والتحرشات الجنسية في أماكن العمل. بعد الخضوع للتدريب المناسب، نوصيكم بعقد اجتماعات ثابتة للتدريب والتعمق والتعلم من حالات سابقة وتحديد الأهداف وطرق العمل. من المفضل النشر عن نشاط الطاقم وعقد أنشطة جماهيرية لرفع الوعي للإصابة والاعتداءات الجنسية.
يجدر الذكر أن الاعتداءات الجنسية على قاصر و\أو عاجزة قد تلزم بالإبلاغ للسلطات، و\أي التوجه لعوامل مهنية أخرى. للاستشارة بشأن ما يلزم به القانون وعن توجيه حالات الاعتداء على قاصرين يمكنكم التوجه لمراكز المساعدة أو المجلس لسلامة الطفل (קישור מועצה לשלום הילד).

ما الذي يشمله تدريب طواقم الوقاية؟

تقدم مراكز المساعدة في جميع أنحاء البلاد تدريبات مخصصة لطواقم الحماية والوقاية. نظرًا لأن لكل مجتمع طابعًا وخصائص تميزه، تم تصميم وبناء كل تدريب وفقًا للاحتياجات الخاصة للمجتمع الذي يعمل فيه الطاقم والصلاحيات الممنوحة له. تشمل التدريبات تعارفًا مع ظاهرة الاعتداء الجنسي وأشكاله المختلفة، الطرق المختلفة والمتعددة لمواجهة الاعتداء، التعارف مع الإجراءات الجنائية والمدنية، ملاحظة حصول اعتداء، خطوات الوقاية، التعرف على عوامل العلاج والمساعدة في المجال، الطرق المختلفة للعلاج. يساعد التدريب الشامل في التعرف وتحديد حالات الاعتداء الجنسي في المجتمع، منع المزيد من الضرر لمن تعرضوا للاعتداء، مساعدة أعضاء الطاقم على تجنب التعرض لصدمة ثانوية قد تنشأ نتيجة الانكشاف على حالات اعتداء جنسي. يساعد التدريب أعضاء الطاقم أيضًا على التفكير بشكل إبداعي لمواجهة هذه الحالات بواسطة كشفهم على كيفية تعامل طواقم أخرى مع حالات شبيهة.