كيف نستجيب لمن يشاركنا بتعرضه\ا لإساءة جنسية؟ مبادئ دعم أساسية

باختصار 

  1. الكشف الأولي عن التعرض لإساءة جنسية هو موقف صعب قد تكون له تأثيرات كبيرة على استمرار التعامل مع الإساءة 
  2. الدعم التام والردود الداعمة هي أمر بالغ الأهمية ستساهم في التعافي
  3. الحكم على الضحية، تجاهلها وإلقاء اللوم عليها قد يزيد من أثر الإساءة وإلى تفاقم الوضع.
كيف نستجيب لمن يشاركنا بتعرضه\ا لإساءة جنسية؟ مبادئ دعم أساسية

 

 لماذا يصعب الكشف عن التعرض لإساءة جنسية؟

عادة ما يقابَل التعرض لأحداث صادمة (كالحوادث، المرض، الفقدان، أو المرض) باعتراف فوري من البيئة القريبة وبتجندها للمساعدة والدعم. على خلافها، فإن التعرض لإساءة جنسية هو حدث صعب وصادم عادة ما يحفَظ سرًا، على مدى سنين طويلة أحيانًا. في جزء كبير من الحالات يكون المسيئ صاحب سُلطة من بيئة الضحية المباشرة (والد أو قريب عائلة آخر، معلم أو مرشد، رجل دين، طبيب أو معالج وما شابه). هذا بالإضافة إلى أن طابع الإساءة الجنسي يصعب على التحدث أو الكشف عنها.  

عادة ما يثير التعرض لعنف جنسي الشعور بالخجل ولوم النفس والخوف من رد فعل البيئة، خاصة من تذنيب الضحية، الغضب أو السخرية وإنكار الحادث. لرد فعل البيئة أهمية كبيرة في سيرورة تعافي الضحية وإعادة تأهيلها.  

نعرف مع ذلك أن ليس من السهل أن نسمع عن تعرض أحد ما لإساءة جنسية، خاصة إذا كان هذا الشخص قريبًا منا وعزيزًا علينا. قد تثير القصة لدينا شعورًا بالمفاجأة، الخوف، الإحباط، الغضب، العجز والرغبة بمساعدة الضحية بأي شكل، أو الصراع بسبب معرفة المسيء وصعوبة تصديق أنه أساء فعلًا.  

تعلمنا مع الوقت أن هناك طرق مفيدة وداعمة للرد على الانكشاف على تعرض شخص ما لإساءة جنسية: الاعتراف بالتجربة وبحدوث الإساءة، الاستفسار عن الاحتياجات، إعادة السيطرة ليد المتوجه\ة، عدم الحكم، وتوفير المعلومات ومصادر الدعم المتاحة.  

 

أمور من المحبذّ القيام بها عند السماع عن الأمر:

أنصتوا باهتمام وركزّوا على ما يخبركم به من يشارككم بالأمر. حاولوا ألّا تطرحوا أسئلة كثيرة تقاطع حديثه\ا وافسحوا المجال للصمت.  

عبِّروا عن التماهي والثقة – وضحّوا لمن يشارككم بالأمر أنكم تصدقونه\ا وأن سماع ما حدث يثير أسفكم.  

المصادقة على ما حدث – كثيرًا ما يصاحَب التعرض لإساءة جنسية بالشك والبلبلة. إن شكك\ت المتوجه\ة بخطورة ما حدث أو حاول\ت التقليل من خطورته، من المفضل القول إن ما حدث كان خطيرًا وأن تفسيره\ا للأمور ليس متخيلًا أو مبالغًا به.  

“تطبيع” الاستجابة – قد يشعر المتوجه\ة بالذنب إزاء ما حدث، وخاصة فيما يتعلق باستجابته\ا في الوقت الفعلي. من المهم أن توضحّوا للمتوجه\ة أن كل رد هو رد شرعي وطبيعي في موقف غير طبيعي (خاصة الرد الشائع بالجمود والذي يثير شعورًا بالغًا بالذنب). لا أحد يعرف كيف سيردّ على أحداث ليست طبيعية في الوقت الفعلي، وجميعنا نفعل كل ما بوسعنا في حالات الضغط، تلقائيًا ودون تفكير عادة. 

إفهموا الموقف واسألوا عن التفاصيل – من المهم أن تعرفوا خلال المحادثة: هل حدث هذا مرة واحدة فقط أم كان متواصلًا؟ هل ما زال يحدث الآن (مؤخرًا) أم أنه حدث في الماضي وانتهى؟ هل المسيء هو شخص مألوف وجزء من حياة المتوجه\ة اليومية؟ هل من الضروري القيام بعلاج طبي (إصابة، أمراض منقولة جنسيًا، خوف من حدوث حمل)؟ هل هناك أشخاص آخرين يعرفون عن الأمر؟ 

♥ استفسروا عن الاحتياجات – من المهم أن تفهموا حاجته\ا الرئيسية: ما الذي جعله\ا يشارككم بما حدث الآن، وما الذي يرغب بحدوثه فيما بعد. حاولوا ملاءمة المساعدة لاحتياجات المتوجه\ة. لا تحاولوا تخمين أو اتخاذ قرار نيابة عنه\ا بشأن ما يجب أن يحدث الآن.  

♥ وفروا المعلومات – قدموا له\ا معلومات يمكنها أن تساعده\ا وفقًا للحاجة التي تحدث\ت عنها أثناء المحادثة (على سبيل المثال: معلومات قانونية، إمكانيات العلاج، الخدمات الطبية). إن لم تكن المعلومات متوفرة لديكم، لا تخمنوا أو تختلقوا. تواصلوا مع مصدر موثوق للمعلومات (يمكنكم التوجه إلى مراكز المساعدة للحصول على المعلومات). تذكروا أن عدم المعرفة مش عيب – لكن مهم تعرفوا تسألوا.  

♥ أعيدوا السيطرة ليديه\ا – ينطوي الاعتداء الجنسي على فقدان سيطرة تام ومدمر. سنحاول عند تقديم المساعدة أن نعيد الشعور بالسيطرة للمتوجه\ة قدر الإمكان: سنعرض عليه\ا إمكانيات التصرف القائمة ونترك له\ا حرية القرار والتصرف. في حال اتخذَّت أي إجراءات فيما بعد، من المهم أن يكون المتوجه\ة على معرفة بها وألّا يتخَّذ أي إجراء من وراء ظهره\ا. من المهم إبلاغ المتوجه\ة بشأن استمرار معالجتك للأمر.  

♥ قووه\ا وشجعوه\ا على مجرد توجهه\ا لطلب المساعدة – كما سبق أن ذكرنا، فإن لحظة الكشف عن السر مخيفة ومربكة. أخبروه\ا أنكم مدركين لمدى صعوبة التحدث عن الأمر، وشجعوه\ا وادعموه\ا على قوته\ا للكشف عن القصة له.  

♥ استفسروا عن مصادر الدعم – من يمكنه دعمه\ا؟ من سيرافقه\ا في استمرار التعامل مع الأمر؟ من المهم أن تعرفوا من هم هؤلاء الأشخاص حتى تتمكنوا من التعاون معهم لمساعدة المتوجه\ة على التعامل مع الإصابة.  

♥ تأكدوا من فهمه\ا للأمور – قبَيل إنهاء المحادثة، تأكدوا من أن المتوجه\ة على فهم ودراية لما سيحدث الآن، وافحصوا وتأكدوا من أن الخطوات التي اتفقتم عليها مقبولة عليه\ا.  

♥ أدعوا المتوجه\ا للقدوم والتحدث معكم ثانية بحسب احتياجاته.  

 

أمور من المهم الامتناع عنها عند السماع عن الأمر:

× تجنبوا الحكم واللوم – مهما أثارت بكم القصة مشاعر غضب وانزعاج – لا تلوموا المتوجه\ة على ما حدث ولا تحكموا على تعامله مع الأمر في الوقت الفعلي.  

× تجنبوا تقديم نصائح استعادية وقول أمور مثل “ليش ما عملت\ي كذا” أو “كان لازم تعمل\ي كذا” وحتى “ليش مقلتليش من قبل؟” – أقوال كهذه من شأنها أن تزيد من مشاعر الذنب والعار ولا تساعد المتوجه\ة.  

× لا تستهينوا بخطورة ما حدث، لا تستخفّوا به، ولا تحاولوا إلغاءه أو إبطاله. حتى لو كنتم تعتقدون أن من المفضل “ما يعملوش قصة” – القصة قد حدثت بالفعل ورد كهذا سيؤدي إلى حدوث ضرر ولن ينفع المتوجه\ة أو يساعده\ا.  

× تجنبوا ممارسة الضغط – حتى لو لم تتفقّوا مع ما يرغب به المتوجه\ة، حاولوا تجنب ممارسة الضغط عليه\ا قدر الإمكان. في حالات لا خيار فيها (في حالة يكون الإبلاغ فيها إلزاميًا، على سبيل المثال)، إشرحوا له\ا كونكم ملزمين بالأمر وحاولوا التصرف بطريقة تكون مقبولة عليه\ا قدر الإمكان.  

× لا تتصرفوا نيابة عن المتوجه\ة – مواجهة التعرض لإساءة جنسية يتطلب الوقت والصبر. حاولوا (قدر الإمكان) عدم اتخاذ أي خطوات نيابة عن المتوجه\ة، لا تفعلوا أي شيء من وراء ظهره\ا، واتركوا السيطرة بيديه\ا قدر الإمكان.  

× لا “تِفتوا” ولا تحاولوا “تربيته\ا” – الكشف الأولي عن الحادثة ليس سهلًا ويضع المتوجه\ة في موقف مربك وصعب. ليس هذا الوقت المناسب للـ “التعلم من الي صار” ومحاولات للـ “تربية” والـ “تثقيف” لن تؤدي هنا إلا إلى زيادة شعوره\ا بالذنب. حتى لو كان هناك شيء يتعلمه مما حدث، انتظروا حتى يعالَج الأمر وتصبح الثقة بينكم قوية بما يكفي.  

تذكروا أن بإمكانكم التواصل مع قنوات المساعدة لدينا، كذلك بالتعاون مع المتوجه\ة، وتلقي الدعم والتوجيه لمواصلة التعامل مع الأمر. 

للتواصل مع مراكز المساعدة، إضغطوا على الزر أدناه.

آخر تحديث في: 12.04.2025